الأهلي- حالة عشق تكتب فوزًا وإبداعًا في كل مكان

المؤلف: أحمد الشمراني11.04.2025
الأهلي- حالة عشق تكتب فوزًا وإبداعًا في كل مكان

كتابة المقال فنٌّ عسير، فإما أن تمتلك زمام الكلمات وتقودها، أو تستسلم لسيطرتها وتغرق في بحورها. لطالما ترددت هذه العبارة في أذني، ورأيتها كلامًا مطاطًا، أتفق معه في بعض الجوانب، وأختلف معه في جوانب أخرى كثيرة. وهنا، أتوقف قليلًا، وأصحبكم معي إلى رحاب الأهلي، ذلك الكيان الذي أجدني منتشيًا بحضوره، وأصدح له بصوت الفنان محمد عبده: «يا أهلي يالمر العذب سكنت اجروحي غصب»، تاركًا كل الشدو لمدرجه العريق، الذي أسس للجمال عبر الزمان، وسنمضي معًا أبدًا.

أينما ارتحل الأهلي، ترك بصمة واضحة، سواء في المدرجات المكتظة بجماهيره العاشقة، أو على أرض الملعب، حيث الإبداع والمهارة. فماذا لو أنصفه الحكام ومنظمو البطولات؟ سؤال يلحّ على أذهان محبيه.

في أرض العين الإماراتي، أمتع الأهلي جمهوره وقدم أداءً مبهراً، واستمتع اللاعبون بأجواء ساحرة، حولت محرز إلى بيكاسو العصر، وتوني إلى شاعر أنشد قصيدته بأبهى صورة.

لقد فاز الأهلي وتأهل عن جدارة، وهذا الفوز يستدعي وقفة جادة، فالإدارة مطالبة بإجراء تعديلات ضرورية خلال فترة الانتقالات الشتوية، وإلا فإن جماهير النادي لن تتوانى عن التعبير عن غضبها واستيائها.

ليسمع يارون جيدًا لما قاله المدرب ماتياس، فقد أرسل رسالة واضحة ومباشرة، لا تحتمل التأويل.

إيبانيز وأدميرال وميندي، يشكلون معًا مثلثًا واعدًا في خط الدفاع، لكنه يحتاج إلى تدعيم بظهيرين قويين، ليكتمل عقد الاطمئنان والاستقرار في الخط الخلفي.

العين الإماراتي فريق يستحق الاحترام والتقدير، وكذلك جماهيره الوفية. لقد بذل الفريق قصارى جهده في المباريات الثلاث التي خاضها أمام الهلال والنصر والأهلي، ويحسب له شرف المحاولة، إلا أن الفارق كان واضحًا، فدورينا يزخر بالفرق القوية والمتميزة.

لقد استمال الإبداع قلوب العرب والخليجيين والعجم، وأصبحوا قوة تساند فرقنا أينما حلت وارتحلت، والقادم سيكون أكثر إذهالًا وروعة.

هل تابعتم مباريات النصر والغرافة والأهلي والعين والهلال والسد؟ لقد شعرت أن فرقنا الثلاثة تلعب على أرضها وبين جماهيرها، وأنتم كذلك شعرتم بنفس الإحساس.

قال لي إعلامي خليجي، لقد قدمتم لنا دوريكم المستحيل على طبق من ذهب، وحولتموه إلى واقع ملموس، فلا نستغرب إذن أن نلعب على أرضنا وبين جمهوركم المحب لكرة القدم السعودية.

فأجبته قائلًا، هذا أمر طبيعي ومتوقع، فكرة القدم لغة عالمية موحدة، لا تعرف الحدود ولا الجنسيات، وما نراه اليوم هو نتيجة طبيعية لتطور الكرة السعودية، والأهم من ذلك أن تكونوا جزءًا من هذا التميز والنجاح.

أخيرًا، قال لي، لقد تعبت وأنا أستمع إلى نبرة الحزن في صوتك، فأجبته، هذه المرة لم تتمالك كلماتي نفسها، وبكى حرفي، واختلطت دموعي بآهاتي، فكان الحزن هو سيد الموقف بلا منازع.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة